RSS

هكذا تتحطم القلوب

28 جوان

هكذا تتحطم القلوب

22 يناير , 2009

هكذا تتحطم القلوب
عندما ينشأ ذلك الفتى في كنف أمه …
تسقيه من لبنها وحبها وحنانها
يكبر يتفوق بفضل رعايتها وسهرها
يبتعث للدراسة للخارج ويتخرج
ويعود إلى الوطن ليستقبل حضنها بالجفاء
ويصف حرصها عليه بالجهل
ويصف خوفها عليه بالتخريف
ويصف كل تصرفاتها بالتخلف
تحتار بين شعور الأمومة وشعور الكبرياء بالنفس
فتختار أن تسكت وتصبر وتغلب شعور الأمومة
وتحتمل كلامه وتدعو له
وتحمل حطام قلبها بأيديها فداء لولدها العاق
هكذا تتحطم القلوب

هكذا تتحطم القلوب
عندما يقطع الأب طريقه جيئة وذهاباً من أجل أطفاله
يوفر لهم مصروفهم
ويحيطهم بسياج الأخلاق والرحمة
يلعب معهم .. يشاركهم في دروسهم ورحلاتهم
يكبرون ويكبر ويكبر بينهم الأمل بالمستقبل المشرق
يتزوجون ويفرح بزواجهك كمن زحزح عن النار وأدخل الجنة
تموت زوجته وتموت ابتسامة أطفاله وتموت صورته المفعمة بالحيوية
يزوره الشيب وتزوره خيانة أولاده ..
تأخذه وتتقاذفه بين بيوتهم وقصورهم كالشحات
وتهديهم خيانتهم إلى إسكانه في دار للرعاية
أو في منزل قلما تزوره الشمس والبهجة والمرح .. والحياه
يشعر كأنه رمي بالخيبة فنالت منه
وهنا تشفق عليه السماء وتحنو عليه الأرض وتتمتم كل ذرة فيهما
هكذا تتحطم القلوب

هكذا تتحطم القلوب
عندما يرتبط السيد مميز بالسيدة ميزة
فيقيمان أرقى خطبة وأرقى عقد قران وأرقى حفل زفاف
يسافران إلى بلاد ألف ليلة وليلة ويسكنان في الفنادق المثقلة بالنجوم
ويعودان إلى الوطن إلى حياتهما المميزة
تحمل السيدة مميزة
تذهب إلى المستشفى المتميز
تحاول اختيار وقت مميز للولادة وإن لم تجد تحاول أن تخلق فيلماً مبهراً يصنع من يوم الولادة تاريخاً حافلاً
يحين موعد الولادة
تلد السيدة مميزة طفلاً مميزاً
يكبر ويكبر وإذا بع معاق ذهنياً ولكنه سليم نفسياً وعاطفياً
إلا ان السيد والسيدة مميزة يصران على أنه غبي ومتخلف وانه فضيحة
يكبر الإبن المميز وهو غارق في تميز والديه
وحزين على وصفه بالغباء والتخلف
يصر ان يتميز هو أيضاً
ولكن يحبس في البيت بعداً عن الفضيحة .. فلا يتعلم ولا يشارك ويكون على هامش الحياة
تملأ فرفته بالآلعاب والأكل والشرب وتعين له بدل الخادمة اثنتين لتلبية حاجاته
ولكنه حبيس الفراش والغرفة وشعور والديه
يكبر همه ليصل إلى أعماق نفسيته يفقد قدرته على الحياة
يفارق الحياة متأثراُ بسجنه الناعم
مات وبكت عليه الطفولة وانتظرت من يأتي لتغسيله وتكفينه ودفنه ولكن انشغال السيد مميز والسيدة مميزة سبب تأخر الدفن لوقت حرج جداً ..
مات الابن مميز متأثراً بسهام التميز المزيف الذي خلقها حوله أبوين أنانيين
اصرخي ايتها الطفولة
هكذا تتحطم القلوب

 
أضف تعليق

Posted by في جوان 28, 2011 بوصة Uncategorized

 

أضف تعليق