التحدث أمام الجمهور.. عالم آخر

 

 

 

 

لاشك بأن الأمر بسيط حين الحديث عنه عن بعد لغير المعتادين له.. لكنه حين التطبيق يتوقف العقل ولا ينطق اللسان إلا بتمتمات غير مفهومة وامتلاء الجبين عرقا كأن القيامة قد قامت في تلك اللحظة.. إنه الحديث أمام الجمهور والكلام أمام الناس.

 

هو لم يعد مسألة صعود أو نزول فحسب وإنما علم وفن يتعلمه الإنسان ويدرس أساليبه ومعطياته التي تجعل النفس ثابتة ثبوت الجبال، مع اتزان الحديث والكلام وتناسق العبارات والسيطرة على جذب الجمهور الذي تبصر عيناه نحو شخصيتك، متلهفا لعله يحضى بمعلومة أو فائدة أو فكرة تنير له حياته حتى انقضاء أجله.

وعلى غرار ذلك الاحتياج الذي يرغب به الكثير إن لم نقل الكل، فقد التحقت بدورة أقيمت في مدينة سيئون عن فن التحدث أمام الجمهور مع المدرب العالمي أحمد العابد، حيث كان لي الشرف أن أحضر هذه الدورة التي استمرت ثلاثة أيام دون ملل أو كلل، نظمتها مؤسسة شباب المستقبل للتنمية الاجتماعية بسيئون وبتنسيق من مبادرة شارك وقروب شباب تومورو وبدعم من الجمعية الأهلية لرعاية الطالب.

المدرب كان رائع الأسلوب، لطيف المعاملة، يشدك حين حديثه عن أي شيء كان.. من ساعتها اكتشفت واكتشف جميع الحاضرين الذين وصل عددهم لأكثر من مائة شخص بين مشارك ومشاركة بأن التحدث أمام الجمهور واجب على الجميع تعلمه بل وإتقانه، لأنه أصبح فن وعلم.. يوصل للغير فكرة أو يعطيه معلومة أو ربما يدر عليه بالمال.

فالدورة بكل المقاييس كانت ناجحة ورائعة.. وعالم الحديث أمام الجمهور هو عالم آخر، فهنيئا لنا المعلومات التي جنيناها من تلك اللحظات، ولكن تحتاج إلى استمرار وممارسة تجعل كل ما أخذناه يثبت في العقل الباطن ليكون الأمر بالنسبة لنا سهلا.